--------------------------------------------------------------------------------
يعتقد كثير من الناس أن الحب أمر ضروري في الحياة الزوجية , وهذا أمر فيه جانب من الصواب وجانب من الخطأ , لأننا لو تأملنا أصناف الناس في حياتهم الزوجية لوجدناها لا تخرج غالباً عن خمسة أنواع :
1. أن يكون الحب متبادلاً بين الزوجين . أي كلاهما يحب الآخر .
2. أن يكون كلاهما يبغض الآخر .
3. . أن يكون الحب من أحدهما دون الآخر , ويكون الطرف الآخر يكره قرينه بشدة .
4. أن يكون الحب من أحدهما دون الآخر , ويكون الآخر غير كاره , لكنه لم يحب
5. أن يكون كلاهما لا يحب الآخر لكنه لا يكرهه .
هذه غالبية الأقسام التي نشاهدها بين الزوجين , ولعل القسم الأول والثاني واضح المصير والنهاية , فالقسم الأول يكون غالباً بإذن الله زواجاً ناجحاً لوجود الحب بين الطرفين .
أما القسم الثاني فينتهي غالباً أيضاً بالفراق .
بقيت الأقسام االثلاثة الأخرى , ونلحظ أن النوع الثالث يمكن أن يستمر الزواج ولكنه زواج غير سعيد , أما النوع الرابع والخامس فهو كثير جداً بين الناس المتزوجين , ومع ذلك فحياتهم الزوجية مستمرة وقائمة , وإن كانت لا تخلو من مشاكل .
ما أريد قوله مما سبق أن الحياة الزوجية قد تقوم من غير حب , ولكنه الاحترام المتبادل , والمودة التي تنشأ مع الزمن , ومع مجيء الأطفال , وكلنا يحفظ الآية الكريمة : " {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم.
فالآية تقول : مودة ورحمة , ولم تقل الحب , والمودة أعم من الحب , لأن المودة تنشأ من التقارب الجسدي والنفسي , وتنشأ عن الارتياح المتبادل بين الطرفين ولو لم يصل إلى حد الحب , وكذلك الرحمة فهي أعم من المودة ومن الحب , لأن الزوج قد يرحم زوجته ولو لم يحبها .
ومن هنا ينصح كثير من الاجتماعيين وعلماء النفس العارفين أن على الزوجين ألا يتسرعا في الطلاق بحجة عدم وجود الحب , لأن الحب والمودة قد تأتي مع الزمن قطعاً , وكلنا يحفظ قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ليس كل البيوت تبنى على الحب .
منقوووووووووووووووووووول
مع تحياتي
ام سارة