لقد حبا الله - تبارك و تعالى- نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الخصائص القوية و الصفات العلية و الأخلاق الرضية ما كان لكل مسلم أن يجله و يعظمه بقلبه و لسانه و جوارحه.
وقد كان لأهل السنة و الجماعة قدم صدق في العناية بجمع خصائصه ، و إبراز فضائله ، و الأرشاد بمحاسنه ، فلم يخل كتاب من كتب السنة كالصحاح و السنن و نحوها ....من كتب مخصصة في ذكر مآثره ، كما أفردت كتب مستقلة للحديث عنه وعن سيرته .
وقد اختار الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم اسم (محمد) المشتمل على الحمد و الثناء ،فهو صلى الله عليه وسلم محمود عند الله تعالى ، ومحمود عند ملائكته ، ومحمود عند إخوانه المرسلين -عليهم السلام -، ومحمود عند أهل الأرض كلهم و إن كفر به بعضهم ، لأن صفاته محمودة عند كل ذي عقل و إن كابر وجحد ، فصدق عليه وصفه لنفسه صلى الصلاة و السلام حين قال : "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، ولا فخر ، و أول من يشق عنه القبر، و أول شافع ، و أول مشفع"
وقد أغاث الله تعالى به البشرية المتخبطة في ظلمات الشرك و الجهل و الخرافة ، فكشف به الظلمة ، و أذهب الغمة ، و أصلح الأمة ، و صار "هو الأمام المطلق في الهدى لأول بني آدم و آخرهم"، فهدى به من الغواية ، و فتح به أعينا عميا ،و آذانا صما ، وقلوبا غلفا ، وكثر به بعد القلة ،و أعز به بعد الذلة و أغنى به بعد العيلة.
عرف الناس ربهم ومعبودهم غاية ما يمكن أن تناله قواهم من المعرفة ، ولم يدع لأمته حاجة في هذا التعريف ، لا إلى من قبله ، ولا إلى من بعده، بل كفاهم ، وشفاهم ، و أغناهم عن كل من تكلم في هذا الباب :"أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة و ذكرى لقوم يؤمنون"(العنكبوت :51)،
وعرف الطريق الموصلة إلى ربهم و رضوانه و دار كرامته ،لم يدع صلى الله عليه وسلم حسنا إلا أمر به ، ولا قبيحا إلا نهى عنه.
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد